ساكسونيا

2205136_kryktyr_s_lr

في القرن الخامس عشر الميلادي ازدهرت تجارياً ولاية «ساكسونيا» الألمانية، بفضل الطبقة الكادحة من عامة الشعب من الفقراء الذين كانوا يعملون تحت إمرة طبقة النبلاء الأغنياء المالكين لزمام الأمور سياسياً واقتصادياً بالولاية

كان النبلاء يرون أنهم طبقة مختلفة عن المواطنين العاديين الكادحين، لذلك قام المشرعون من هذه الطبقة بوضع قانون خاص يحكم مجتمع ولاية ساكسونيا. وكانت نصوص قانون العقوبات         الجديد تعاقب اللصوص والمجرمين من كلتا الطبقتين؛ عامة الشعب الفقراء والنبلاء الأغنياء دون تمييز، باستثناء طريقة تنفيذ العقوبة

فإذا كان المجرم من طبقة عامة الشعب الفقراء قاتلا فيؤتى به في وضح النهار وينفذ فيه حكم الإعدام بقطع رقبته وسط جمع غفير من الناس، وكذا السارق أو المحكوم عليه بالجلد مثلاً فيجلد بنفس الشكل العلني، وإن كانت العقوبة السجن فيسجن

أما إذا كان المجرم من طبقة الأغنياء النبلاء فإن قانون ساكسونيا كان ينص على أن تنفذ العقوبة على “ظله”، فإذا كان قاتلاً يؤتى به وسط جمع غفير من الناس وفي وضح النهار وتقطع رقبة “ظله” اوإن كان محكوما عليه بالجلد فيجلد “ظله”، وإذا كان محكوماً عليه بالسجن فإنه يدخل السجن من الباب الرئيسي ويخرج في الوقت ذاته من باب مخصص للنبلاء

 شفتوا بأيّ زمن بعدنا عايشين،و منحكي عن الحضارة و العلم و التطور؟

سياسيون سارقين الأخضر و اليابس عم يتنعموا بخيرات الشعب لا حسيب و لا رقيب أما الفقير إذا سرق ربطة خبز بعفّن بالحبس

 مجرمون يخطّطون لأعمال إرهابية  تطال أمن المواطنين و السلم الأهلي يخلى سبيلهم مقابل كفالة مادّية أما شاب يدخل السجن بسبب حادث سيارة لا نجد وقتا له لتحديد جلسة استماع

 عملاء يتآمرون على امن الدولة و استقرارها ، يبيعون أسرارها لدولة عدوة يحكمون بالسجن سنتين أما مواطن كتب تعليق على الفايسبوك قد يحكم مؤبد خاصة ان طال انتقاده أحد زعماءنا المبجّلين 

هيدي دولة ساكسونيا،هيدا قانون ساكسونيا،هيدا شعب ساكسونيا

ملاحظة: اللمحة التاريخية عن ساكسونيا و تاريخها منقولة عن مقال للأستاذ حاتم عزّام

   روي.غ.عبدالله

*

 

ما تنسى تعلق